وسط استعدادات صياغة الإستراتيجية الأردنية لتمكين المرأة والشباب في قطاع الحصاد المائي، أكدت وزارة المياه والري – سلطة وادي الأردن استمرارها في التوجه نحو “حوار وطني للحصاد المائي”.
وفيما أوصى الاجتماع التشاوري الأول لصياغة الإستراتيجية المنعقد أخيرا، بأهمية الخروج بإستراتيجية “نابضة” وقابلة للتنفيذ خلال الأعوام المقبلة، ترتكز على الدور الرئيس والفعال للشباب والمرأة، أشار الأمين العام لسلطة وادي الأردن هشام الحيصة إلى المضيّ في “رسم وصياغة خريطة رقمية وطنية تشمل حوارا وطنيا للحصاد المائي، وصولا إلى مرحلة الابتكار والتمكين والتعزيز لهذه الفئة”.
وفي سياق مخرجات الاجتماع الأخير، أكد 58 % من المجتمعين خلال ورشة العمل التي عقدها المركز الوطني للبحوث الزراعية بالتعاون مع الشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه (INWRDAM) وبتمويل من الحكومة الهولندية، “شمولية محاور الاإستراتيجية المقترحة المقبلة”، معتبرين إن المحور السادس المرتبط بالبحث والتطوير، سيحقق الاأثر الأكبر.
وهو ما أكد أهمية أثره الحيصة، حيث لفت إلى عدم إمكانية تحقيق هذا الهدف، دون جمع كافة المعلومات المتعلقة بموضوع الحصاد المائي، سواء حصاد المنازل أو الحصاد المائي في المناطق الحصراوية، وصولا لتكوين قاعدة بيانات متكاملة.
وشدد على أهمية إدماج تكنولوجيا الاستشعار عن بعد، والطائرات المسيرة، للكشف عن المواقع التي تتميز بإمكانية إنشاء مواقع حصاد مائي ومتابعتها وتقييمها، مشيرا إلى ضرورة تكثيف العمل على خريطة الحصاد المائي الوطنية التي ينفذها المشروع بالتعاون مع الشركاء المحليين.
وبين الحيصة أن العمل على بناء هذه الخريطة، وإدماج الابتكار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، يعتمدان على “قاعدة بيانات شاملة أساسية”.
وأوضح أنه سيتم البناء على ذلك في مرحلة لاحقة، وذلك من خلال تضافر الجهود والترابط بين كل المؤسسات المعنية من وزارات المياه، وسلطة وادي الأردن، والزراعة، والشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه (INWRDAM)، بالإضافة إلى الجهات المانحة، والمركز الجغرافي الملكي، وغيرها من المؤسسات المعنية.
وأشار إلى سعي جهود “وادي الأردن” مع الشركاء في هذا الإطار، للمضيّ من خلال الترابط والتشبيك بين كامل تلك المؤسسات، وذلك بشكل يتم فيه توحيد الجهود الوطنية، مؤكدا فتح أبواب السلطة لأي تعاون مطروح في طرق الحصاد المائي الأمثل.
وجدد الحيصة تأكيده ضرورة العمل على إيجاد طرق غير تقليدية للحصاد المائي، مثل السدود تحت الأرضية، التي يمكن تطبيقها على امتداد غور الأردن، وبالأخص وادي عربة، واستغلال مياه الري الراجعة في الأغوار.
وقال إن قطاع المياه يضع ضمن أولى أولوياته تعظيم عوائد الحصاد المائي، مضيفا أن مواجهة التحديات المناخية وإيجاد الحلول اللازمة لها هي في صلب عمل وزارة المياه والري.
وسلّطت سلطة وادي الأردن الضوء على أهمية مناقشة هذا الموضوع، وذلك خلال الاجتماع نصف السنوي المنعقد الأسبوع الماضي، لمناقشة سير المشروع وخطة العمل للموسم المقبل، والتجهيز للمؤتمر الثالث للحوار الوطني للحصاد المائي الذي سيعقد في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، على هامش أعمال المؤتمر الوزاري العربي الذي تستضيفه وزارة المياه والري.
وتم خلال اجتماع اللجنة العليا للحوار الوطني للحصاد المائي في الأردن، والذي تنفذه الشبكة الإسلامية للمياه بالشراكة مع الحكومة الهولندية لصالح الحكومة الأردنية ممثلة بوزارة المياه والري، وبحضور المدير التنفيذي للشبكة الإسلامية د. مروان الرقاد، وممثلين عن وزارتي المياه والزراعة والسفارة الهولندية في عمان، تأكيد قطاع المياه لأولوياته في تعظيم عوائد الحصاد المائي.
وأعلن حينها عن الاتفاق على المحاور الرئيسية للإستراتيجية الأردنية للحصاد المائي، والإستراتيجية الأردنية لتمكين الشباب والمرأة في قطاع الحصاد المائي المنوي إطلاقها خلال الحوار الوطني الثالث في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بعد أن مرت بسلسلة من الاجتماعات التحاورية، وبالتشاركية الوثيقة مع قطاعات الشباب والمرأة والمجتمع المحلي.
